منذ أن اندلعت أحداث حي الشيخ جراح علت الأصوات المتضامنة مع القدس، أصوات مختلفة، منها الصادق ومنها المنافق، البعض تضامن لأنّ فلسطين قضيةُ حقٍ مهما اختلف الزمان، هؤلاء لطالما آزروا فلسطين منذ بدء الأزمة، والبعض الآخر تضامن لتسجيل موقف وحسب، هم الذين لطالما جابهوا الفلسطينيين وتناغموا مع الموقف الدولي المتواطئ ضدهم، حاربوا القضية لسنوات بذريعة أن الأرض ليست أرضنا، هؤلاء المحدودون بحدود الوطن، تنصّلوا من القضية وحاربوا بوجه من رفع شعارها وفي أحسن الحالات نادوا بالحياد. اليوم اجتمع الفريق الثاني في خندق الفريق الأوّل، سجّلوا تضامنهم المتزلّف، تضامن سيبقى أجوف ما لم يدعموا مقاومة السلاح، فكيف لمن عمل للسلام وروّج للتطبيع أن يُؤخذ تضامنه على محمل الصدق؟. توازيًا ارتفعت بعض الأصوات الخبيثة المنادية بالسماح بزيارة القدس تحت مسمى الحج الديني، مع ما تنطوى عليه هذه الدعوة من دفع نحو التطبيع، هؤلاء بالذات تجاوزوا كل حدود الوقاحة، فأي دناءةٍ هذه أن تستغل مأساة شعبٍ لتحقيق مآربَ سياسيةٍ موكلة إليك؟.
إعداد وتقديم: رامي وهاب
مونتاج: غادة مسلم
تصوير: سيزار عمرو
